الاخبار العراقية

مدونة ازهر ..ابو محمدعلي ....
الاثنين، 3 أكتوبر 2016

القيمة والهريسة والزردة ..اطعمة عراقية ضمن "" اكلات الزيارات ""



مع بداية العام الهجري الجديد، بشهره الأول، شهر محرم، تستعد المواكب الحسينية لتقديم اقصى ما تستطيع من خدمات وأطعمة لزائري المراقد الشريفة، وخصوصاً في محافظتي النجف وكربلاء، في مشهد تسوده الأجواء الشجيّة ومراسيم الحزن والولاء للثورة الحسينية.
مئات المواكب الممتدة على طول المحافظات الوسطى، توزع ما تشتهيه الأنفس بالمجّان، تتوسل المشاة ان يستريحوا بسرادقها البسيطة، بالإضافة الى عشرات الخدمات ابتداءً بغسل الملابس، وليس انتهاءً بتدليك أجساد الزائرين المتعبة. كلها أشياء تدلل على الطابع "العاشورائي"، حتى وإن كانت بعض التفاصيل خاصة بالزيارة الاربعينية، أما الطابع الأكثر ملازمة للشهر فهو الاكلات التي يتم طبخها فيه.
اذ يتفنن أصحاب المواكب بتقديم الطبخات والحلويات والمشروبات بأنواعها، للحد الذي يصيب الغريب بالدهشة، من حيث الوفرة والتنوع اللذان يوفرهما أصحاب المواكب والمتطوعين، ومن أبرز هذه الأكلات هي القيمة، والهريسة، والزردة.

1- القيمة والرز
وقد ارتبطت أكلة القيمة بشهر محرم وزيارة عاشوراء ارتباطاً وثيقاً، ما جعل الاثنتين تذكران ببعضهما البعض، بالإضافة الى الرز الذي يقدم مرفقاً بالقيمة، في عادة اعتاد على تأديتها اغلب أصحاب المواكب.
والقيمة هي أكلة عراقية يختلط فيها اللحم الأحمر بالحمص والعدس والطماطم، بالإضافة الى النكهات المختلفة بين "قيمة النجف"، وباقي الأنواع الأخرى، ما يعطيها المركز الأول بالنسبة للأكلات هذه المناسبة، والتي يفضلها الزائرون في الغالب عن سواها من الأكلات الأخرى.
ويقول صاحب الموكب، مصطفى رحيم (29 سنة)، ان الزائر يفضل الاكلات التي لا تكون متوفرة على طول السنة، خلال مسيره باتجاه المراقد، كما وانها تمثل مادة دسمة، من شأنها ان تعوضه الطاقة التي قد بددها بالمشي.
ويضيف رحيم لـ(و1ن نيوز)، ان "الاكل لا ينضب، أعداد هائلة من الناس، والمواكب بازدياد عام بعد آخر"، ويعتقد رحيم ان "الأكل في ازدياد بسبب البركة التي يضفيها آل البيت على موائدهم"، مستخدماً جملة "بركات آل البيت" بين جملتين وجملة.
ويستند صاحب الموكب الى الاحصائيات التي تنشر بعد كل زيارة عن عدد الزائرين، والتي تجاوزت العام الماضي 13 مليون زائر من داخل العراق وخارجه.

2- الهريسة
ومن الأكلات المشهورة خلال هذه المناسبة هي "الهريسة"، وهي كما يبدو اسمها "مهروسة" من عدة مواد، كالحنطة، واللحم، والقرفة، والدهن الحر، بالإضافة الى دقيق حبة الهريسة (الحنطة).
وتؤكل الهريسة على بطعمين، مالح وحلو، حيث يفضل البعض إضافة الملح عليها، بينما يفضل آخرون إضافة السكّر، وقد ارتبطت الأكلة بشهر محرم والأيام العشرة الأولى منه.
وتعتبر الأكلة أيضاً من الاكلات الشتوية، حيث تقوم بتدفئة متناولها، وغالباً ما تقدم للزائرين في الأوقات الباردة، كالمسير ليلاً أو منذ الصباح الباكر.

3- الزردة
وهي من اطباق الحلويات العراقية، وتُعمل من الرز والحليب مجتمعان مع بعضهما، حيث يفضل ان يكون الرز من نوع العنبر العراقي، بالإضافة الى القرفة والمستكة المطحونة، والهال، والزبدة.
وبالإضافة الى شهر محرم، فإن الزردة تطبخ أيام شهر رمضان أيضاً، وهي من الاكلات العراقية ذائعة الصيت، وتقدم كطبق حلويات للزائرين في الليل او خلال فترات الصباح، لكونها أكلة غير رئيسية. كما وإنها من الاكلان الشتوية ايضاً.
وتقدم الزردة بلونين مختلفين هنا الأبيض أو الأصفر، وتؤكل بإضافة الدارسين والسكر، بعد ان يتم تبريدها بالثلاجات، أو تركها في الهواء.
وعاشت الأكلات الرئيسية هذه، لمئات السنوات بين الزائرين وأصحاب المواكب، بالإضافة الى أطعمة متعددة تتغير باختلاف الأزمنة، لتقدم عبر عقود من الزمان هوية الطبخات الحسينية، وسمتها المجانية "الثواب"، ولتبقى مؤشراً على الكرم المتأصل لدى أبناء هذي البلاد، وهم ينصبون أكبر مائدة في العالم في كل عام، ويتجددون معها كلما تجددت المناسبة وعادت دون ملل أو كلل.

المصدر من هنا 
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق مع ذكر المصدر رجاءا
URL
HTML
BBCode
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي